تاريخ الكنيسة في العصر الروماني

 

كنيسة القديس بطرس في ساحة القديس بطرس، مدينة الفاتيكان
كنيسة القديس بطرس في ساحة القديس بطرس، مدينة الفاتيكان

القبائل البربرية وعلاقتها بالامبراطورية الرومانية

الجزء الرابع

تاريخ الكنيسة في العصر الروماني


ولد المسيح عليه السلام في بيت لحم بفلسطين الخاضعة آنذاك للرومان على عهد الامبراطور "أغسطس" في وقت أمسى الرومان يعتبرون وثنيتهم وعبادة الأباطرة مجرد أمور شكلية. أما المثقفون منهم فبعضهم اعتنق آراء الرواقيين (مذهب الفيلسوف اليوناني "زينون" في القرن 4 ق.م). ولم يكن للديانة الرومانية في القرن 3- 4 أي أثر عاطفي في نفوس من كانوا يقدمون القرابين ابتغاء قضاء مصالحهم الدنيوية.

 ولسد هذا الفراغ الديني في الجزء الغربي من الإمبراطورية إقتبس الأهلون بعض المعتقدات من الشرق ولاسيما الديانة الجديدة المسيحية، وكان يهود فلسطين قبل المسيح في فترة قلق، واعتقد كثيرون منهم أن ظفر "الشعب المختار" وشيك الوقوع بولادة المسيح في بيئة سيطر عليها القلق بين الوثنيين واليهود.

عاش المسيح شبابه في الناصرة والجليل. وفي الثلاثين من عمره طاف ربوع فلسطين معلنا رسالته، وانضم إليه 12 تلميذا حواريا، ودعا اليهود طوال ثلاثة أعوام مبشرا بالإنجيل، الوعد الحق بالسلام والعدل والمحبة والإخاء، ولم يستجب اليهود مع أنه ذكر لهم بأنه لم يأت ليلغي وإنما ليتمم، فحرض عليه أحبارهم السلطات الرومانية التي خشيت أن تنقلب دعوته إلى ثورة فأذعن الحاكم الروماني "بيلاطس البنطي" لطلب المحكمة اليهودية العليا وصلب عيسى على ربوة أو تلة الجلجلة شمال بيت المقدس وهي التي شيدت فوقها كنيسة القيامة.


صلب يسوع الناصري لوحة من القرون الوسطى تعود إلى القرن الثاني عشر
على اليمين:صلب يسوع الناصري لوحة من القرون الوسطى تعود إلى القرن الثاني عشر.
على اليسار: مذبح الجلجلة


كنبسة القيامة من الداخل والخارج
كنبسة القيامة من الداخل والخارج
المصدر:wikipedia

تصميم الموضوع


القبائل البربرية وعلاقتها بالامبراطورية الرومانية
مقدمة
1- استقرار قبائل الجرمان على تراب الإمبراطورية الرومانية
2- برابرة السهوب الروسية والآسيوية
3- استيلاء البرابرة على الولايات الرومانية
4- دخول عناصر الهون إلى أوروبا وعناصر الفيزيقوط إلى الإمبراطورية الرومانية
5- غزو قسم من الأوستروغوط إيطاليا بقيادة رئيسهم راداغيز والغزو الفاندالي الأكبر في 405:
6- إستقرار عناصر الفيريغوط في غاليا
7- إستقرار عناصر الفاندال في شمال إفريقيا
8- استقرار عناصر الفرنجة والرغنديين في غاليا

9- امبراطورية الهون وانهيارها وسقوط غرب اوربا بيد غيرهم من البرابرة
   1.9. امبراطورية الهون
   2.9. إنحلال إمبراطورية الهون
   3.9. سقوط غرب أوربا بيد البرابرة الجرمان وانهيار الحكم الروماني
10. مملكة الفاندال في عهد جينسريك
11. إستقرار عناصر الأنجلوساكسون في بريطانيا

الجزء الثاني: التنظيم السياسي والاداري للقبائل الجرمانية  في مطلع القرن 6م
1- الصفات العامة للتنظيمين السياسي والإداري
2- الصفات العامة للمجتمع الروماني في مستهل القرن السادس الميلادي
3- مجتمع القوط الغربيين
4- مجتمع البورغونديين
5- الدور التاريخي لجرمانيا
6- مملكة القوط الشرقيين

الجزء الثالث: محاولة الامبراطور البيزنطي جيستينيان إحياء الإمبراطورية الرومانية الغربية
1- إحتفاظ الأباطرة البيزنطيين بما كانوا يدعونه من حقوق على ولايات غرب أوروبا قبل عهد جيستينيان
2- إسترداد جستنيان الولايات الإمبراطورية في إفريقيا (527-565)
3- إسترداد إيطاليا من الأوستروغوط وإحياء الإمبراطورية الرومانية فيها
4- إسترداد إسبانيا وإعادة الحكم الإمبراطوري إليها
5- إستقرار عناصر الآفار في أوروبا واحتلال اللومبارديين لإيطاليا

الجزء الرابع: تاريخ الكنيسة في العصر الروماني
1- تعاليم المسيح وتأسيس الكنيسة
2- نشر الحواريين للمسيحية
3- تنظيم الكنيسة
المصادر والمراجع


1- تعاليم المسيح وتأسيس الكنيسة

ذكر يسوع لليهود أن دعوته إتمام "العهد القديم" الذي فيه أن الرب عند اليهود هو الاله المنتقم الجبار، بينما تشير تعاليم المسيح إلى إله المحبة والخير والعفو عن خطايا خلقه، إله جميع البشر وليس لقوم واحد. يحاسب الفرد عن مزاياه وفضائله الشخصية، مع مساواة بين دفع السيئة بالحسنة، والافراد المتقيدون بهذه القواعد الخلقية سيفوزون بالحياة الأبدية.

2- نشر الحواريين للمسيحية

أتم الرسل الحواريون رسالة معلمهم بعد موته بنشر مذهبه الجديد. معلوماتنا قليلة عن المراحل الأولى لإنتشار النصرانية في أقاليم الامبراطورية. وهناك إجماع  على أن القديس "بولس" وضع قواعد اللاهوت وتعاليم المسيحية في الأخلاق والأخرويات من موت وبعث وحساب وخلود. وأرسى "بولس" دعائم الكنيسة الكاثوليكية العالمية، كان هذا الحواري في الأصل يهوديا من آسيا الصغرى ذهب إلى روما وبشر بالإنجيل وزاد الحواريون على ما أتى به المسيح أمورا عن الموت والدفن والقبر وقيام المسيح في اليوم الثالث لدفنه وظهوره إلى الحواريين قبل صعوده إلى السماء. ويضم "العهد الجديد" الذي بشر به يسوع رسائل بولس والاناجيل الأربعة، متى ويوحنا ولوقا ومرقص".

كذلك معلوماتنا ضئيلة جدا عن تاريخ الكنيسة في القرن الاول الميلادي. وبدأ انتشار المسيحية يزداد في جميع الولايات الرومانية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، ظهرت لاضطهاد الامبراطور "نيرون".

تحدث الأستاذ "أوجين ألبيرتيني"، في ما خصصه عن الامبراطورية الرومانية، عن انتشار المسيحية ودور بولس ".. قام بولس بدور الداعي الأول.. كان له نفس عمر يسوع تقريبا ولو أنه لم يره إطلاقا. كان شديد الكراهية للمسيحيين لكنه لم يلبث أن اعتنق ديانتهم... وقام برحلات إلى سوريا وآسيا الصغرى ومقدونيا وآخيا (في اليونان) وأوقف في فلسطين بطلب من اليهود. وتوفي في روما في 64م خلال حملة الاضطهاد من الامبراطور "نيرون" ضد المسيحيين. وفي الوقت نفسه توفي زميله الحواري القديس بطرس مع شك حول وصول الاخير إلى روما. ورزق القديس "بولس" مواهب غير عادية ليكون داعية تمكنت النصرانية في زمنه وبفضله أن تعمق جذور عقيدتها في نفوس معتنقيها، كان يلقي مواعظه باليونانية، مواعظ كان يلقيها في الوقت نفسه الوثنيون واليهود، وأخذت النصرانية تنفصل عن اليهودية بل تقاومها، وتخلصت أيضا من العادات والمذاهب اليهودية، واعتنق كثير من اليهود النصرانية، لكن هزيمتها اضطرت اليهود\النصارى إلى الهجرة لمختلف الولايات الرومانية فأسهموا في نشر ديانتهم الجديدة فيها. ومن المحتمل أنه انجز حوالي نهاية القرن الأول ومطلع القرن الرابع كتابة الفصول الرئيسية من العهد الجديد ومن الأناجيل وأعمال الرسل..."1

تألفت منذ القرن الأول طوائف من أتباع النصرانية في مدن فلسطين وأنطاكية والاسكندرية وقرطاجة وروما، لا يعرف متى وصلت المسيحية إلى روما لكن تقريبا في عهد الإمبراطور "كلود" (41-54م). ويعتبر أساقفة روما خلفاء لبطرس الملقب في  إنجيل متى الاصحاح 16 مؤسس الكنيسة وأن المسيح خوله سلطة المفاتيح أي سلطة الحل والعقد.

3- تنظيم الكنيسة

ثمة تسلسل للسلطات وفق التقسيمات الادارية للامبراطورية. يوجد أسقف في كل مدينة ورئيس أساقفة (مطران) في حاضرة الإقليم وبطريرك في كل من أنطاكية والاسكندرية والقدس والقسطنطينية، وبعد مماثلة أسقف روما  لنظرائه لم يلبث أن سما عنهم أنه وريث \ خلف القديس بطرس ومن هنا بدأت سلطة الباباوات وهم أصلا أساقفة روما، ثم صارت المجامع المسكونية التي يشترك في عضويتها أساقفة جميع المدن المسيحية، عقدت منذ القرن الرابع. ساعد هذا التنظيم على تقوية الكنيسة في جميع الامبراطورية وعزا مؤرخون سرعة انتشار المسيحية إلى شبكة المواصلات وانتشار الأمن والسلام في الامبراطورية، وازدياد المبادلات التجارية بين بقاعها. وظهر أدب مسيحي من طينة جوستين النابلسي وترتولين القرطاجي، وادريجين الاسكندري. ومن رجال الفكر في القرن الرابع وبداية القرن الخامس -ودعوا آباء الكنيسة - آتناس الاسكندري و باصيل من قيصرية في الولايات الشرقية، وفي الولايات الغربية ك القديس آميرواز أسقف ميلانو، وجيروم الرحالة، ترجم العهد القديم والجديد عن اليونانية، الكتاب المقدس الكاثوليكي الرسمي، والقديس أغوسطوس الجزائري من نوميديا (قسطنطينة) أهم الآباء، غدا أسقفا لمدينة هييون (بونة) واحتلت آثاره الصدارة في الأدب المسيحي وأهمها "الاعترافات".

تابع قراءة:


📚المصادر والمراجع:

1-أوجين آلبيرتيني، مجموعة الشعوب والحضارات، مجلد4، بعنوان "الامبراطورية الرومانية" ج6.ص23-168-167
-
شارل أندري جوليان: تاريخ أفريقيا الشمالية، الجزء الأول، تعريب: محمد مزالي والبشير بن سلامة، الدار التونسية للنشر، الطبعة
الأولى سنة 1969م، ص:306؛
-مفيد الزيدي- موسوعة تاريخ أوربا –الحزء الأول

 

إرسال تعليق

0 تعليقات