قطاع السقي بسافلة اللوكوس-المحورII:المدارت السقوية وأنظمة الري


محتوى الموضوع


تقديم


المحور الأول: الإطار الطبيعي والعقاري


1.الإطار الطبيعي
  1 .1. المناخ
  2.1.التربة
  3.1. الموارد المائية المتاحة بدائرة اللوكوس:
     أ-المياه السطحية:
     ب- المياه الجوفية

2.البنية العقارية والادارية
  1.2.البنية العقارية
  2.2.البنية الإدارية

المحور الثاني: المدارت االسقوية وأنظمة الري باللوكوس
1.المدارات السقوية باللوكوس
  1.1.السقي الكبير
  2.1.السقي الصغير والمتوسط

2-نظام الري باللوكوس
  1.2. أنواع السقي أو الري
   أ-نظام بالرش

   ب-الري بالانجذاب
  ج.نظام الري بالتنقيط

2.2.الاقتصاد في مياه السقي
   أ-مشروع امتلاك تقنيات الري المقتصدة
   ب-اقتصاد مياه الري على مستوى الضيعة

المحور الثالث:الاستهلاك الفلاحي للماء ونظام التعريفة المطبقة عليه
1. الإطار القانوني المنظم لعملية السقي بالحوض المائي اللوكوس
2. قيمة الاستهلاك المائي للمزروعات

3. نظام التعريفة المطبقة على الاستهلاك الفلاحي للماء (السقي)
  1.3.التعريفة المطبقة بالدوائر السقوية
  2.3. التعريفة المطبقة باللوكوس حسب الطلب
     أ-تفاوت توزيع الموارد المائية
    ب.نوع الري:
    ج-طبيعة المزروعات
    د-القيمة الإنتاجية الحقيقية للتربة

  3.3.الكرونولوجية الزمنية لتعريفة الماء باللوكوس
    أ-المرحلة الأولى
    ب-المرحلة الثانية
    ج-المرحلة الثالثة

المحور الرابع: تحسين خدمة الري
1. اكراهات تدبير قطاع السقي
2.التدابير المتخذة
3.الانجازات
  1.3 تكوين الجمعيات
  2.3-التعاقد بين المكتب الجهوي ومستعملي المياه
  3.3.عقدة التزود بماء السقي
  4.3-استخلاص مستحقات مياه السقي

4. توزيع المياه
  1.4. التوزيع في السقي بالانسياب
  2.4-تنظيم توزيع المياه
  3.4.التوزيع في السقي بالرش
     أ- قبل انطلاق السقي
    ب. تسليم المياه
    ج.كيفية حساب الاستهلاك
المصادر ومراجع


المحور الثاني: المدارت السقوية وأنظمة الري باللوكوس

1.المدارات السقوية باللوكوس

1.1.السقي الكبير

يمتد المدار السقوي المجهز في إطار السقي الكبير باللوكوس، على مساحة تصل إلى 30.400 هكتار. وتعود التجهيزات الهيدرو-فلاحية الأولى إلى نهاية السبعينات وبداية الثمانينات. وقد همت المرحلة الأولى مساحة 1.614 هكتار بقطاع الدرادر و 14.065 هكتار بقطاع الرمل. وعلى امتداد سنوات التسعينات تم توسيع رقعة هذه المدارات على مساحة 3.700 هكتار. لتشمل سهل اللوكوس والتلال المنخفضة، إلى 7.014 هكتار أخرى ضمن المنطقة السهلية التي تتشكل منها الضفة اليمنى لواد اللوكوس. أما قطاع المرجة الذي يشغل مساحة 4.000 هكتار، فإن عملية التهيئة قد اكتملت حديثا.

للإشارة فإن تهيئة المدار السقوي اللوكوس في إطار السقي الكبير تطلبت إنجاز بنيات تحتية كبرى مهمة تتجسد على الشكل التالي:

سد واد المخازن والذي أنجز بهدف تنظيم الجريان السطحي وتوفير مياه السقي لمدار اللوكوس، بالاضافة إلى تزويد المنطقة بالماء الصالح للشرب، وانتاج الطاقة والحد من خطورة الفيضانات التي كانت تهدد باستمرار المناطق المنخفضة بحوض اللوكوس الأسفل.

"سد المنع" والذي أنجز بغرض الحيلولة دون اجتياح مياه البحر للأجزاء المنخفضة من الواد من جهة، ومن جهة ثانية لرفع مستوى الماء في المجرى في اتجاه العالية لتوفير شروط العمل الملائمة لمحطات الضخ المتواجدة على طول هذا المجرى. وللتذكير فإن حجم الطلب على مياه السقي يصل إلى 243 مليون م3 سنويا. 190 مليون م3 من سد واد المخازن. 46 مليون م3 من مياه سبو و 4 مليون م3 تؤخذ مباشرة من واد الدرادر و 2.5 مليون م3 المتبقية مصدرها الفرشات المائية الباطنية.

بالنسبة لقطاع الرمل يعتمد في تزويده بالماء كليا على اللوكوس انطلاقا من محطتين رئيستين تضخان المياه من الواد إلى قنوات السقي التي تصرف حمولتها هي الأخرى في اتجاه محطات الضغط.

أما قطاع الدرادر (الضفة اليمنى)، من المرتقب مبدئيا أن يتزود من الموارد المائية المحلية السطحية. والذي يتلقى حاليا كميات من سد واد المخازن. أما بالنسبة لقطاع المرجة باللوكوس الجنوبي الحديثة العهد والمسقية انطلاقا من مياه واد سبو.

الجدول: الوضعية الراهنة للسقي الكبير بالمدار السقوي اللوكوس

القطاع

المساحة (هكتار)

سنة الشروع في السقي

سد واد المخازن

الفرشة

واد الدرادر

التحويل من واد سبو

المجموع (م3\السنة)

الدرادر

1.614

1978

10

2.5

4

-

17

سهل الرمل

14.065

1980

118

-

-

-

118

سهل القصر

3.700

1990

21

-

-

-

21

سهل اللوكوس

7.014

1997

41

-

-

-

41

المرجة

4.000

2004

-

-

-

46

46

المجموع

30.393

-

190

2.5

4

46

243

المصدر: Debat national sur leau novembre 2006

ويظهر من خلال الأرقام أعلاه. أن المساحة المجهزة هي في حدود 30.393 هكتار مع العلم أن ما كان مرتقبا تهيئته في إطار السقي الكبير عند انطلاق المشروع هو 40.500 هكتار. للإشارة في هذا الصدد، فإن القطاعات التي لم تخضع بعد للتجهيز في إطار السقي الكبير فهي سهول الضفاف اليسرى لكل من اللوكوس والدرادر والإمتداد لمدار المرجة. وفي نفس الإتجاه، فإن المبادرة الخاصة تتحمل المسؤولية.

أساليب الضخ على طول المحور الهيدروغرافي اللوكوس. وفي نفس السياق ضاعف تدخل الخواص من استغلال مياه الفرشة المائية للدرادر من أجل سقي حوالي 3000 هكتار من الأراضي الفلاحية المجاورة والتي كان من المرتقب أو تتزود من قناة تحويل مياه سبو نحو اللوكوس الجنوبي. ويندرج القطاعان معا ضمن ما يسمى بالسقي الصغير والمتوسط العصري.

وعلى ذكر اللوكوس الجنوبي، فإن سعة قناة الجر لتحويل مياه حوض سبو تبلغ 88 مليون م3\السنة، 46 مليون م3 موجهة لسقي ما هو مجهز حاليا ضمن قطاع المرجة و42 مليون م3 ستوجه إما لتزويد الامتداد المجالي المحتمل لقطاع المرجة على مساحة 3000 هكتار المشار إليها سلفا أو لضمان السقي التكميلي irrigation dappoint بالنسبة لقطاع الدرادر.

للتذكير، فإن الطلب على المياه الفلاحية في إطار السقي الكبير باللوكوس سيزداد. على المدى البعيد. ليصل الحجم الإجمالي إلى 285 مليون متر مكعب في السنة. 

وعلى مستوى مدار السقي الكبير باللوكوس دائما. فإن المجهودات اتجهت نحو تنمية فلاحية تعتمد على زراعة الفول السوداني على مساحة تقارب ثلث المساحة المزروعة. تليها الزراعات السكرية ب 23% من هذه المساحة. بخلاف زراعة الحبوب والخضروات والزراعات العلفية التي تمثل على التوالي 15و10و8.5%. وتتجه الاستغلاليات أكثر فأكثر نحو التخصص في الزراعات ذات القيمة المضافة العالية كزراعة التوت والفلفل والبطيخ الأحمر والبطيخ. وهي زراعات تحتل حاليا نسبة 7% من إجمالي المساحة الفلاحية المزروعة. وعلى مستوى الهكتار الواحد المسقي فإن القيمة المضافة الإجمالية تصل إلى حوالي 9670 درهم والذي يفوق 2.45 مرة هامش الزراعات البورية التي تعتمد على التساقطات وبخصوص علاقة هذه القيمة بالأحجام المائية المستهلكة يتضح أن قيمة التثمين هي في حدود 2 درهم\م3 بينما لا يتعدى حاليا سعر المتر المكعب الواحد الواحد سقف 0.50 درهم.

2.1.2. السقي الصغير والمتوسط:

يشمل السقي الصغير والمتوسط في مقابل السقي الكبير كل الأراضي الفلاحة الواقعة خارج نفوذ المدارات السقوية الكبرى والتي تعتمد بالدرجة الأولى على مياه الجريان السطحي المباشر الانسيابي وعلى السقي الموسمي والسقي الدائم. اعتمادا على الموارد المائية المنتظمة (عيون، آبار، سدود...).

وللتعريف أكثر بالمساحات المنضوية في إطار السقي الصغير والمتوسط. فقد تم التفريق بين مدارات السقي الصغير والمتوسط العصري، وهي مدارات محددة مجاليا ومعروفة، تم تجهيزها تحت إشراف الدولة اعتمادا على استثمارات عمومية.

ومدارات السقي الصغير والمتوسط التقليدي وهي مدارات متفرقة تعتمد على تجهيزات بسيطة منجزة بفضل المبادرات الخاصة للفلاحين المالكين لهذه المدارات.

تمتد حاليا مدارات السقي الصغير والمتوسط العصري على مساحة تقدر ب 20.970 هكتار، منها 12.000 هكتار بمنطقة تدَخُّل المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي باللوكوس. ويصل حجم متطلبات هذه المدارات من الماء إلى ما يناهز 108 مليون م3 سنويا.

الوضعية الراهنة لمناطق السقي الصغير والمتوسط العصري باللوكوس.

المناطق السقوية

المساحة (الهكتار)

الطلب على الماء (مليون م3\السنة)

مصادر المياه

اللوكوس

-ريصانة-السواكن

- عرباوة-بلاد بوعقبة

 

12.770

10.000

 

102

80

 

-سد دار خروفة

-سد واد المخازن

المصدر:  debat nationale sur l'eau. novombre 2006

وقد تشكلت على أساس المبادرات الخاصة التي اعتمدت أساليب السقي إنطلاقا من مياه سد واد المخازن والمياه الجوفية لفرشات الرمل والدادر. وقد همت الأراضي التي لم تستفد من تجهيزات الدولة رغم كونها كانت واردة ضمن برنامج التهيئة في إطار السقي الكبير المسطر سلفا. والملاحظ هو أن هذه المبادرات الخاصة احتلت مكانة السبق بالنسبة لبرنامج عمل الدولة داخل هذه المدارات على مساحة تصل إلى 12.000 هكتار. والجدول أسفله يجسد وضعية المدارات المحتمل توسيعها في إطار السقي الصغير والمتوسط العصري.

وضعية المدار في إطار السقي الصغير والمتوسط العصري

المناطق

المساحة (هكتار)

الطلب على الماء (مليون م3\السنة)

مصدر المياه

اللوكوس

- اللوكوس\الضفة اليسرى

- الدرادر: الضفة اليسرى

- سهل الرمل والدرادر:الضفة اليمنى

 

5.000

 

3.000

 

4.000

 

30

 

18.5

 

 

23

 

- سد واد المخازن

- الفرشة المائية الدرادر

- الفرشة المائية الرمل

المصدر:Debat national sur leau nove,bre 2006

وفي هذا السياق، فإن ما تم تحديده من إمكانيات فلاحية قابلة للسقي. في إطار السقي الصغير والمتوسط قدر ب 24.865 هكتار يتواجد معظمها بترابي منطقة نفوذ المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي باللوكوس. لكن إنجاز هذه العمليات غالبا ما يصطدم بعراقيل شتى منها ارتفاع تكلفة التجهيزات الهيدرو-فلاحية وصعوبات على مستوى تعبئة المياه الضرورية. والأمثلة التالية تجسد بوضوح هذه الصعوبات:

بالنسبة لمشروع تهيئة مدار الريصانة والسواكن على مساحة 12.770 هكتار. كان من المنتظر أن توفر له المياه الضرورية إنطلاقا من مشروع سد دار خروفه. ورغم مساهمة هذه المنشأة في حماية سهل اللوكوس من الفيضانات. فقد اتضح أن الجدوى الاقتصادية لهذا المشروع لا تتماشى ومستوى المردودية اللازمة المقدرة ب 20.000 درهم\ للهكتار الواحد. وهو رقم مرتفع بالمقارنة مع ما هو سائد ضمن مدار السقي الكبير باللوكوس حيث أن هذه القيمة تحوم حول 9.700 درهم للهكتار الواحد.

على مستوى الامتدادات التي تم تحديدها بمنطقة بلاد بوعقبة على مساحة 18.830 هكتار فإن الحجم المائي الكافي لسقي هذه الأراضي حدد  هو الآخر في 80 مليون م3\السنة. وهو الحجم الممكن للحصول عليه من سد واد المخازن لسقي ما مجموعه 10.000 هكتار. لكن هذه العملية تقتضي إنجاز تجهيزات مكلفة لغرض رفع المياه غلى مستوى دون 140 م وهي عملية ستؤثر سلبا على المردودية والجدوى الاقتصادية للمشروع دون الأخذ بعين الاعتبار تراجع إنتاج الطاقة على مستوى المحطة الكهرومائية التابعة لسد واد المخازن.

2.2. نظام الري باللوكوس:

يعتبر الري ضرورة ملحة لتكثيف وضمان استقرار الانتاج الفلاحي، ولقد عرف الري بالمغرب بشكل عام وبدائرة اللوكوس خاصة تطورا منقطع النضير بفضل القفزة التي عرفها ابتداء من سنة 1967، في إطار سياسة السدود الكبرى التي أعطت انطلاقتها الملك الحسن الثاني، بهدف سقي مليون هكتار في أفق سنة 2000، إضافة كذلك إلى الدور الكبير الذي لعبته تأسيس المكاتب الجهوية للاستثمار الفلاحي التي أعطت انطلاقة مهمة للاقتصاد الجهوي للدوائر السقوية عامة وحوض اللوكوس خاصة، وهي سياسة كانت تستجيب للأهداف الرامية إلى تحسين نسبة الاكتفاء الذاتي الغذائي وكذلك تدعيم إنتاج الفلاحة التسويقية.

هذا وتقدر إمكانيات السقي باللوكوس حوالي 75000 ه من بينها 38400 ه مسقية حاليا وحوالي 7300 ه في طور الاستصلاح في أفق 2004م.

إن التجهيزات الهيدروفلاحية التي أنجزت سواء في مجال السقي الكبير أو الصغير ارتكزت على استراتيجية أخذت بعين الاعتبار الاقتصاد في الماء، وهذه استراتيجية تهم تنمية واستعمال الماء وكما تهم كيفية استثمارها في الفلاحة وكما يرتبط الاقتصاد في مياه الري حتميا بضبط حاجيات المزروعات من الماء وبتقنيات الري ومصلحة تدبير المياه بصفة عامة .

 تراجع المروج الرطبة الممثلة باللون الاخضر  لصالح الاراضي الزراعية الممثلة باللون الاصفر بين عامي 1975 و 2005
(مجمع الأراضي الرطبة بسافلة الوكوك في المغرب) (© GlobWetland II  ESA)

1.2.2. أنواع السقي أو الري:

يرتكز نظام السقي بدائرة اللوكوس بصفة أساسية على الري بالرش، وتبلغ حاليا المساحة المسقية حوالي 26.614 هكتارا. ومن المتوقع عند اكتمال هذا النظام، أن تسقي حوالي 40000 هكتارا. وكل دائرة مقسمة على عدة قطع. ويوضح الجدول التالي حالة الأراضي المتواجدة بهذه الدائرة (انظر الجدول الموالي).

الجدول رقم 1:توزيع المساحات في دائرة اللوكوس

حالة  الأرض

المساحة (بالهكتار)

المساحة الصالحة للزراعة

أراضي البور القابلة للإصلاح

الأراضي القابلة للسقي

الأراضي المجهزة من طرف الدولة السقي الكبير)

الأراضي المجهزة من طرف الخواص

131.500

91.000

40.500

26.614

3.000

الغابات وغيرها

124.500

المجموع

256.000

المصدر: دليل التنمية القروية في شمال المغرب، الكتاب الثالث، ص:15

وقد أسفرت المجهودات المبذولة منذ عشرين سنة  لتنمية هذه الدائرة والنهوض بها اقتصاديا واجتماعيا عن انجازات هامة، حيث تعتبر المساهمة الحالية لدائرة اللوكوس في الانتاج الفلاحي بالنسبة لبعض المنتوجات، جد مهمة، مما جعل استغلال أراضي الدائرة يعرف تحسنا ملموسا.

ففي مجال التجهيز المائي الفلاحي في المناطق السقوية، نجد 32.400 مسقية (أي 46% من الأراضي القابلة للسقي)، منها 26.614 هكتارا مجهزة كمناطق سقوية كبرى.

أما أهم التجهيزات المائية لدائرة اللوكوس فتتمثل في سد واد المخازن (فوق وادي اللوكوس) الذي دشن سنة 1979 والذي يستمد مياهه من حوض مائي منحدر على مساحة 1820 كليموتر مربعا، وتبلغ طاقته الاحتوائية العادية 790 مليون متر مكعب منها حوالي 340 مليون متر مكعبا في السنة مخصصة للسقي.

أ-نظام بالرش

ويستخدم في ري المحاصيل المتقاربة والكثيفة كالمحاصيل الحقلية والأعلاف والمسطحات الخضراء في الحدائق، ويستخدم في ري بعض محاصيل الخضر المتقاربة المسافات، على أن تكون المياه المستخدمة منخفضة الملوحة. فكرة الري بالرش ترتكز على دفع المياه بسرعة كبيرة من خلال فتحة الرشاش، ممايؤدي لنشر هذه المياه وتساقطها على هيئة قطرات صغيرة تشبه المطر، وحجم هذه القطرات يعتمد على قطر الفوهة (فتحت الرشاش) وعلى ضغطها التشغيلي.

ويمكن تقسيم نظام الري بالرش إلى ثلاثة مجموعات هي:

-الأنظمة الثابتة: حيث تكون خطوط الأنابيب الرئيسية والفرعية ثابتة ومدفونة تحت التربة وتثبت الرشاشات على الأنابيب فوق سطح التربة، ويتم التحكم في عملية الري بواسطة فتح وقفل المحابس لكل قطعة أو أكثر ومن ثم الانتقال  إلى القطعة التي تليها وهكذا حتى يتم ري كل القطع، وهذا النوع الأكثر شيوعا في الدولة.

-الأنظمة المتنقلة: هنا تكون بعض الأجزاء ثابتة كالخطوط الرئيسية وربما الفرعية وأما خطوط الرشاشات يمكن نقلها بعد انتهاء عملية الري قطعة أخرى من المساحة المزروعة. ومن أمثلة ذلك المدفع الرشاش حيث تكون كل الأجزاء ثابتة ما عدا المدفع نفسه الذي ينقل من جزء لآخر.

-الأنظمة المتحركة: وهي أنظمة تتحرك ميكانيكيا (على عجلات) إما في خطوط مستقيمة أو على شكل دائري، ومن أشهر تلك الأنظمة، الري المحوري الذي يمتد على شكل أذرع تدور حول محور الري لمساحات كبيرة. 

وأهم مميزات الري بالرش:

1- يمكن من استغلال أراضي ذات طبوغرافية صعبة دون الحاجة لإجراء عملية تسوية.

2- لا يحتاج إلى عناية خاصة لتصفية المياه لكبر حجم فتحة الرشاش وعدم تعرضها لانسداد بسهولة.

3. يعمل كملطف للحرارة في الحقل مما يتيح مناخ ملائم لنمو المحصول.

4.يتم استخدام المكننة بصورة واسعة مما يقلل من التكلفة.

ب-الري بالانجذاب:

يستعمل للدلالة على أهمية نوع وطريقة السقي التي يتم فيها توزيع الماء داخل الضيعات بالانجذاب أو الانسياب، وهذا النوع من السقي يعتمد على ركود الماء في سطح التربة، وهذه الأخيرة إما تسمح للمياه بالتسرب إلى الداخل وإما تعمل على نقل أو توزيع المياه إلى القطع الفلاحية الأخرى عبر قنوات رباعية وهي قنوات صغيرة توجد في الضيعات تعمل على توصيل كمية صغيرة من المياه إلى تربة الضيعات النائية.

يدفع الماء من محطات الضخ إلى خزان الضغط عبر محاور السقي الرئيسية والتي بدورها تقوم بعملية توصيل المياه إلى المحاور الثانوية فالثلاثية والتي تعتبر آخر محطة نقل المياه، إذ تزود المحاور الرباعية المخصصة للاستعمال والاستهلاك في الضيعات الفلاحية.

ج.نظام الري بالتنقيط:

ويقصد بالري بالتنقيط إيصال مياه الري إلى النبات بكميات محسوبة وبطريقة بطيئة بشكل نقط منفصلة أو متواصلة وذلك من خلال أجزاء صغيرة تسمى بالنقاطات، ويستخدم عادة لري محاصيل الخضر والغابات...

ومن أهم مميزات الري بالتنقيط:

-الاستخدام الأمثل للمياه والذي يتم بواسطة توفير جزء من المياه

(لزيادة الملحوظة في نمو النبات وبالتالي ارتفاع الانتاج الزراعي، حيث تتوافر الرطوبة في منطقة الجذور بصفة دائمة نظرا لطول فترة الري وتكرارها.

-التحكم في الملوحة، حيث تتم إزاحة الأملاح في التربة خارج منطقة الجذور بالري المتكررة.

-التمكن من التحكم في نمو الحشائش حول النباتات، وذلك لصغر المساحات السطحية المبللة والتي يمكن أن تنمو عليها الحشائش.

-تمكن من تقليص احتياجات الطاقة نظرا لقلة الضغط المطلوب للنظام مقارنة بنظام الرش.

-إمكانية أداء بعض العمليات الزراعية في المساحات الغير مبللة بين صفوف النباتات دون التأثير على أداء النظام.

- لا يتأثر بالرياح فيمكن تشغيله في أي فترة خلال الليل أو النهار.

-يمكن للنظام أن يقلل من أخطار الآفات وأمراض النبات والتي تنشأ على الأوراق المبتلة وذلك لأن الغطاء الخضري يبغي جافا دائم.

النقاطات: تعتبر من أهم أجزاء شبكة الري بالتنقيط حيث يتم بواسطتها إضافة المياه للنبات بمعدل ثابت منخفض جدا وهي الأجزاء الصغيرة التي تستخدم لتصريف الماء من أنايبيب النقاطات إلى التربة. وتثبت النقاطات إما كجزء من الأنبوب أو جزء منفصل ومركب على الأنبوب.

ويجب أن تتوفر في النقاطات المستخدمة المواصفات الآتية:

-أن تكون ذات تصرف ثابت ومنتظم

-أن تكون ذات مقطع كبير نسبيا لتلافي انسدادها

-أن تكون مصنوعة من مادة مقاومة لأشعة الشمس

-أن يكون معدل الاختلاف في تصريف النقاطات أقل ما يمكن بتغير ضغط التشغيل.

تعتبر مشكلة انسداد النقاطات المشكلة الرئيسية المتعلقة  بتشغيل نظام الري بالتنقيط وترتبط هذه المشكلة بصورة مباشرة بنوعية مياه الري، حيث ينتج الانسداد من وجود مواد عضوية وغير عضوية وأملاح مترسبة أو مواد حيوية.

وفيما يتعلق بالمنطقة المدروسة يعتبر السقي بالتنقيط أو التقطير أحدث تقنية سقي في حوض اللوكوس والتي تعتمد على تزويد النباتات بالماء المرشح (مخصبا، غنيا، بالاسمدة والمغذيات ) مباشرة على السطح أو داخل التربة، ويمكن هذا النظام من إيصال كميات جد محدودة إلى جذر النباتات وتبليل جزء من التربة مما يحد من نمو الأعشاب الضارة وضياع بفعل التبخر والشرب. وهو بذلك يصيب المخطط العلمي في الاقتصاد في الماء، وفضلا عن أهمية هذا النوع من السقي على المستوى الاقتصادي فانه سوف يحقق زيادة مهمة في هذا الميدان إذ انتل الفلاح من رجل عادي يعتمد على الفلاحة التقليدية إلى رجل أعمال كبير يصدر منتجاته إلى الخارج بالانترنيت من منزله.

وعموما فإن السقي بالتنقيط أصبح يعني تقليص فاتورة مياه السقي من جهة والحد من غلائها والاقتصاد في المياه مع تحسين المردودية من جهة ثانية.

إلا أن الإشكالية التي لازال يعاني منها الفلاح في حوض اللوكوس هي مشكلة الأدوية، فكما هو معلوم فإن مياه هذا النوع من السقي تكون مزودة بالأسمدة مما يعني أن الفلاح عليه أن يقلل  من استعمال هذه الأخيرة. إلا أنه لوحظ إفراط في استعمالها وخاصة الأزوتية منها مما يساهم في ارتفاع نسبة النترات في الفرشة الباطنية، لذلك فالفلاحين مطالبين بالقيام بتحليل التربة قبل الزراعة وذلك قصد ترشيد استعمال الأسمدة والنقص من تكاليفها.

ونتيجة للأرباح التي يحققها هذا النوع من السقي فقد عرفت هذه التقنية إقبالا متزايدا من طرف الفلاحين إذ انتقلت المساحة المسقية بهذه التقنية من 2% سنة 2001 إلى 5% سنة 2004 ويعود الفضل في هذه النتائج إلى المكتب الجهوي الذي عمل على نشر وتشجيع تداول هذه التقنية وتقديم الدعم المالي والتقني والمعلومات للراغبين في اختيار إحدى طرق السقي الحديثة.

وبصفة عامة يلخص الجدول التالي أهم البنيات التحتية التي تتوفر عليها هذه الدائرة.

أهم البنيات التحتية في دائرة اللوكوس

القطاعات

نمط السقي

مصدر المياه

المساحة المجهزة (بالهكتارات)

عدد محطات الضخ

طول الأنابيب (كلم)

الرمل

رش

وادي اللوكوس

 

 

264

الدرادر-الضفة اليمنى

رش

وادي الدرادر

وادي اللوكوس

الآبار

1610

 

65

شاي

رش

 

220

 

19

سهل القصر الكبير

رش

 

1740

 

21

التلال الصغيرة

رش

 

1960

 

33

سهل الضفة اليسرى (في طور الإنجاز)

رش محاور

 

5216

1793

 

88

30

المجموع

 

 

26604

16 و28 حفر استكشافية

520

المصدر: دليل التنمية القروية في شمال المغرب، الكتاب الثالث، ص:16

2.2.2.الاقتصاد في مياه السقي:

لقد مكنت المجهودات المبذولة في ميدان التحكم وضبط الموارد المائية المخصصة للري من الحصول على نتائج هامة في مجال اقتصاد الماء بدوائر الري ونخص بالذكر بعض النتائج التي تؤكد حسن الاختيارات والتوجهات الحالية، ويتعلق الأمر بما يلي:

أهم البنيات التحتية في دائرة اللوكوس

القطاعات

نمط السقي

مصدر المياه

المساحة المجهزة (بالهكتارات

عدد محطات الضخ

طول الأنابيب (كلم)

الرمل

رش

وادي اللوكوس

14065

 

264

الدرادر-الضفة اليمنى

رش

وادي الدرادر

وادي اللوكوس

الآبار

1610

 

65

شاي

رش

آبار

220

 

19

سهل القصر الكبير

رش

وادي اللوكوس

1740

 

21

التلال الصغيرة

رش

وادي اللوكوس

1960

 

33

سهل الضفة اليسرى (في طور الإنجاز)

رش محاور

وادي اللوكوس

5216

1793

 

88

30

المجموع

 

 

26604

16 و 28 حفر استكشافية

520

المصدر: دليل التنمية القروية في شمال المغرب، الكتاب الثالث،ص:16

2.2.2. الاقتصاد في مياه السقي:

لقد مكنت المجهودات المبذولة في ميدان التحكم وضبط الموارد المائية المخصصة للري من الحصول على نتائج هامة في مجال اقتصاد الماء بدوائر الري، ونخص بالذكر بعض النتائج التي تؤكد حسن الاختيارات والتوجهات الحالية، ويتعلق الأمر بما يلي:

حيث تم تسجيل مشاركة مهمة للفلاحين في التقنيات التي تمت تجربتها على تحسن ملموس في مردودية المزروعات، والاقتصاد في استهلاك الماء وعوامل الإنتاج، وكذا إدارة السقي في ظروف تمكن من تخفيف صعوبة عمليات السقي، إضافة إلى تحسن ملموس على مستوى المردوديات وجودة المنتوجات وهوامش الربح الخام بالهكتار. هذا ومن أهم النتائج المحصل عليها نذكر منها:

أ-مشروع امتلاك تقنيات الري المقتصدة:

يهدف مشروع امتلاك تقنيات مياه الري المقتصدة للمياه إلى وضع منهجية امتلاك تقنيات وطرق السقي الحديثة من طرف الفلاحين لتمكينهم من التحكم الجيد والاستعمال الفعلي للماء على مستوى الضيعة:

-تحسين تقنيات الري بالرش

-تطوير تقنيات بديلة للري على مستوى الضيعة (السقي المركز)

-تحسين عمليات السقي

وقد تم إنجاز عدد من التجارب عند بعض الفلاحين تهم تطوير السقي بالرش المعمول به حاليا، وكذا تجارب السقي الموضعي (القطارات 2ل\الثانية، 4ل\الثانية).

ب-اقتصاد مياه الري على مستوى  الضيعة:

-السقي بالرش: اقتصاد في الماء بنسبة 10% إلى 20% مع الزيادة في الإنتاج بنسبة 15% إلى 30%.

- السقي الموضعي : تحقيق اقتصاد في الماء بنسبة 50% والأسمدة بنسبة 30% مع مضاعفة الإنتاج

مقارنة بين السقي بالرش والموضعي

مزروعات توت الأرض

أسلوب الري

بالرش

الموضعي

الاستهلاك المائي ب م3\ه

7000

4500

المردودية بالطن\ه

17

50

مزروعات البطاطس

أسلوب الري

بالرش

الموضعي

الاستهلاك المائي ب م3\ه

6000

4200

المردودية بالطن \ه

35

65

مزروعات قصب السكر

أسلوب الري

بالرش

الموضعي

الاستهلاك المائي ب م3\ه

11000

7500

المردودية بالطن\ه

70

140

المصدر المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي، ص49

نظرا للنتائج المبذولة فقد انتشرت تقنية الري بالتنقيط لتصل إلى مساحة قدرها 4600 ه في ظرف ثلاث سنوات، وبهدف المكتب إلى تحقيق برنامج طموح في هذا المجال لتصل المساحة إلى 12400 سنة 2005، ونجد هذا البرنامج بشراكة مع الفلاحين ومصنع تكرير قصب السكر والصندوق الوطني للقرض الفلاحي. هذا وبالرغم من المجهودات المبذولة في تطوير تقنيات الري (الموضعي) وكذا المجهودات المبذولة في تعبئة المياه فإن نصيب المياه المخصص للري سوف يعرف تراجعا، في حين أن هذا القطاع مطالب بلعب أدوار إستراتيجية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة، خاصة وأن استنفاذ الموارد المائية القابلة للتعبئة في أفق 2020، سيؤدي إلى عجز حاسم سيجعل الماء أكثر ندرة وخصوصا أكثر كلفة، لذا لابد من مخطط تحسيسي لدى مستعملي مياه الري حول القيمة الحقيقة للماء باعتبارها عنصر مهم في الإنتاج والتي يمكن أن تشكل عبئا ثقيلا في تكاليف الاستغلال (هذا ما سنتداوله في الفصل الرابع من هذا العرض ان شاء الله)

📚المراجع:

- دليل التنمية القروية في شمال المغرب، الكتاب الثالث
- تقرير المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي

- Debat national sur leau nove,bre 2006


إرسال تعليق

0 تعليقات