"مع أو ضد اغلاق المدارس" منظمتا الصحة العالمية واليونيسف تجيبان في آخر تقرير لهما

المصدر:يونيسيف
 

قالت منظمتا الصحة العالمية واليونيسف، يوم الخميس الماضي، إن إجراءات إغلاق المدارس الهادفة لحماية الطلاب من الإصابة بكوفيد-19 وخاصة بالدول الافريقية والنامية تضر بهم أكثر مما تنفعهم، وهذا الضرر له آثار سلبية على المدى البعيد ومن نواح عدة، ويمكن اجمال هذا التأثير السلبي لغلق المدارس في:

-اغلاق المدارس من شأنه أن يخلق "جيلا ضائعا" في أفريقيا على المدى البعيد

- أدى توقف التعليم في الدول النامية وخاصة الافريقية إلى التوتر، وتحديات عامة في النمو العقلي للأطفال ...

- زيادة التعرض للعنف والاستغلال: حيث وجدت اليونيسف أن العنف ضد الأطفال قد ازداد في شرق وجنوب أفريقيا. 

- سوء التغذية: مع فقدان 10 ملايين طفل للوجبات المدرسية، انخفضت معدلات التغذية.

-حمل الاطفال مع وجود مخاطر عالية، بشكل خاص بين الفتيات، ولا سيما النازحات أو من الأسر ذات الدخل المنخفض.

- سلط البنك الدولي الضوء على الأثر الاجتماعي والاقتصادي المحتمل طويل الأجل لعمليات الإغلاق في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، مما قد يؤدي إلى خسائر في الدخل تبلغ 4500 دولار لكل طفل 

بعض التصريحات الداعمة للعودة الى المدارس

قال المدير الإقليمي لليونيسف لشرق وجنوب إفريقيا، محمد مالك فال "إن الأثر طويل المدى لتمديد إغلاق المدارس قد يؤدي إلى إلحاق ضرر أكبر بالأطفال ومستقبلهم ومجتمعاتهم ".

قالت الدكتورة ماتشيديسو مويتي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لأفريقيا إن المدارس مهدت الطريق للنجاح للعديد من الأفارقة. "إنها توفر أيضا ملاذا آمنا للعديد من الأطفال، ممن يعيشون في ظروف صعبة، للتطور والازدهار". 

وقد حثت الوكالتان الأمميتان الحكومات في الدول النامية وخاصة بالقارة الافريقية على تعزيز العودة الآمنة إلى الفصول الدراسية مع  الحد من انتشار الفيروس.

"يجب ألا تعمينا جهودنا الرامية لاحتواءكوفيد-19، وينتهي بنا الأمر إلى جيل ضائع. مثلما تفتح البلدان أعمالها بأمان، يمكننا إعادة فتح المدارس. يجب أن يسترشد هذا القرار بتحليل شامل للمخاطر لضمان سلامة الأطفال والمعلمين وأولياء الأمور، مع اتخاذ تدابير رئيسية مثل التباعد الجسدي ".

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، السيدة هنرييتا فور، "لقد شكّل إغلاق المدارس في العالم منذ بداية جائحة كوفيد-19 تحدياً غير مسبوق لتعليم الأطفال وعافيتهم. ويجب أن نولي الأولية لتعليم الأطفال، وهذا يعني التحقق من أن المدارس آمنة لتتمكن من فتح أبوابها من جديد — بما في ذلك توافر النظافة الصحية لليدين، ومياه الشرب النظيفة، وخدمات الصرف الصحي الآمنة".

العودة للمدارس تصطدم بعدة عوائق

وجد آخر تقرير صادر عن الوكالتين أن ملايين الأطفال يذهبون إلى المدارس التي تفتقر إلى خدمات المياه والصرف الصحي.

حيث يفتقر حوالي 818 مليون طفل لمرافق غسل اليدين الأساسية في مدارسهم، مما يعرّضهم لخطر أكبر بالإصابة بكوفيد-19 وغيره من الأمراض المعدية. وينحدر أكثر من ثلث هؤلاء الأطفال (295 مليوناً) من منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. أما في أقل البلدان نمواً، فتفتقر 7 من كل 10 مدارس لمرافق غسل اليدين الأساسية، كما يفتقر نصف المدارس لخدمات المياه والصرف الصحي الأساسية، وهو شرط أساسي لتتمكن المدارس من العمل بأمان وسط جائحة كوفيد-19.

-من بين الأطفال الذين يفتقرون لمرافق غسل اليدين الأساسية في المدارس، ويبلغ عددهم 818 مليوناً، يتوجه 355 مليوناً منهم إلى مدارس تتوفر فيها مرافق المياه ولكن دون صابون، ويتوجه 462 مليوناً منهم إلى مدارس لا يتوفر فيها أي مرافق أو مياه لغسل اليدين. 

-في البلدان الـ 60 التي تواجه أكبر خطر بحدوث أزمات صحية وإنسانية بسبب كوفيد-19، كان 3 من كل 4 أطفال يفتقرون لخدمات غسل اليدين الأساسية في مدارسهم عند بدء انتشار المرض؛ وكان نصف أطفال هذه البلدان يفتقرون لخدمات المياه الأساسية؛ كما يفتقر أكثر من نصفهم لخدمات الصرف الصحي الأساسية. 

-يتوفر في واحدة من كل ثلاث مدارس في العالم إما خدمات محدودة لمياه الشرب أو لا تتوفر فيها هذه الخدمات إطلاقاً. 

-يفتقر 698 مليون طفل لخدمات الصرف الصحي الأساسية في مدارسهم 

وعموما فان المنظمتان لا تنصحان بالعودة الى المدارس الا اذا توفرت جميع وسائل الوقاية

إرشادات حول الوقاية من فيروس كورونا ومكافحته في المدارس

ينبغي ألا يُعاد فتح المدارس إلا عندما تكون آمنة للطلاب. ومن المرجح أن تبدو العودة إلى المدارس مختلفة قليلاً عما اعتدتَ عليه وما اعتاد عليه طفلك في السابق. ومن المحتمل أن تفتح المدارس لفترة من الوقت ثم يصدر قرار بإغلاقها من جديد مؤقتاً، وذلك اعتماداً على السياق المحلي. وبسبب التطور المستمر للوضع، سيتعين على السلطات أن تتحلى بالمرونة وأن تكون مستعدة للتكيّف من أجل التحقق من سلامة كل طفل وحرصا منهما على سلامة الاطفال حول العالم فقد أصدرت منظمة الصحة العالمية واليونيسيف والاتحاد الدولي للصليب الأحمر مؤخرا إرشادات حول الوقاية من فيروس كورونا ومكافحته في المدارس. يمكن اجمالها فيما يلي:

-يجب على الإداريين استغلال الفرص لتحسين إجراءات النظافة الصحية، بما في ذلك غسل اليدين، والآداب التنفسية (أي احتواء السعال والعطس بالذراع بعد ثني الكوع)، وإجراءات التباعد الاجتماعي، وإجراءات تنظيف المرافق والممارسات الآمنة لإعداد الأغذية. وينبغي أيضاً تدريب الموظفين الإداريين والمعلمين على ممارسات التباعد الاجتماعي وممارسات النظافة الصحية في المدرسة.

- التدرّج في بدء اليوم الدراسي وإنهائه، بحيث يبدأ وينتهي في أوقات مختلفة لمجموعات مختلفة من الطلاب

- التدرّج في أوقات تناول الوجبات

- نقل الصفوف إلى أماكن مؤقتة أو إلى خارج المبنى

- تنظيم دوام المدارس على فترات، بغية تقليص عدد الطلاب في الصفوف

- ساعِد طفلك على الالتزام بالروتين اليومي، واجعَل التعّلم مرحاً من خلال إدماجه بالأنشطة اليومية من قبيل الطبخ ووقت القراءة العائلية أو الألعاب. وثمة خيار آخر يتمثل في الانضمام إلى مجموعة مجتمعية للوالدين للتواصل مع والدين آخرين ممن يمرون بالتجربة ذاتها، وذلك لمشاطرة النصائح والحصول على الدعم.

وأخيرا يؤكد التقرير أنه يجب على الحكومات التي تسعى للسيطرة على انتشار كوفيد-19 أن تحقّق توازناً ما بين الحاجة لتنفيذ إجراءات للصحة العامة وبين التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بإجراءات إغلاق المدارس. ويقول التقرير إن ثمة أدلة موثّقة جيداً على التأثيرات السلبية لإغلاق المدارس لمدة طويلة على سلامة الأطفال وعافيتهم وتعليمهم

📚المصادر

- مدرستان من كل خمس مدارس في العالم كانت تفتقر لمرافق غسل اليدين الأساسية قبل جائحة كوفيد-19، حسب اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية (منظمة الصحة العالمية)

- كوفيد-19: الوصول إلى مرافق غسل اليدين ضروري لإعادة فتح المدارس بشكل آمن (اليونيسيف)

 - كيف ستكون العودة إلى المدرسة في جائحة كوفيد-19؟ (الامم المتحدة)

إرسال تعليق

0 تعليقات